وصايا وتوجيهات للعام الدراسي الجديد

وصايا وتوجيهات للعام الدراسي الجديد

عدنان بن عبد الله القطان

16 صفر1445هـ – 1 سبتمبر 2023 م

———————————————————————————-

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، علم الإنسان ما لم يعلم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكريم المنان، رفع شأن العلم والعلماء، وجعلهم منارة وأهلاً للثناء، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، الذي كمل الله له الفضائل والإحسان، وجعله معلم البشرية ما أشرقت شمس وانمحى ظلام على مر الأعوام والدهور والأزمان، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى؛ فاتقوا الله رحمكم الله، واحذروا من علم لا عمل معه، وعمل لا إخلاص فيه، (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

معاشر المسلمين: ينتظم أبناؤنا من الطلاب والطالبات في الأيام القادمة بمدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة، على حسب مستوياتهم واتجاهاتهم، يشجعهم على ذلك ويدفعهم، أولياء أمورهم والقائمون على تدريسهم، من مربين ومربيات ومدرسين ومدرسات، والذين يقع عليهم العبء الأكبر في تربية الناشئة التربية الإسلامية الهادفة، والمواطنة الصالحة، التي تعود عليهم بالنفع في دنياهم وآخرتهم، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون الجاد بين البيت والمدرسة، وقيام كل منهما بما له وما عليه تجاه أبناء المسلمين وبناتهم

ألا فليعلم كل من اشتغل بالتدريس: أن أقل ما يُنتظَر من المعلم والمعلمة أن يتقيا الله تعالى فيما استرعاهم الله من أمانة أبناءنا وبناتنا من الطلاب والطالبات، وأن يتقيا الله سبحانه وتعالى في قولهما وفعلهما وسلوكهما، وأن يكون ذلك كله متفقاً مع روح الإسلام ومبادئه في التعامل مع الطلاب والطالبات، والتخاطب معهم، وعدم التمييز بينهم، وأن يروا فيهما القدوة والأسوة الصالحة التي يحتذى بها

أيها الأخوة والأخوات في الله: وتختل الموازين حينما يتولى التدريس لأبنائنا وبناتنا إنسان

غير ملتزم بتعاليم الإسلام، متهاون في أوامر الله، قد استحوذ عليه الشيطان؛ لأن المطلوب منه الإرشاد إلى كل خلق حسن، والتحذير من كل خلق ذميم، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه! فالطالب الذي يرى مدرسه في حالة من الميوعة والتسيب والتفريط وعدم الالتزام بأحكام الشرع؛ كيف يتعلم الدين والفضيلة؟  والطالب الذي يسمع من مدرسه كلمات السب والشتم واللعن؛ كيف يتعلم الأدب وحلاوة المنطق؟ والطالب الذي يرى مدرسه يرتكب المحرمات والمخالفات، كيف يستطيع أن يفرق بين الحلال والحرام؟  والطالبة التي ترى مدرستها تسير خلف ما يصدره لها الأعداء من موضات وملابس وأزياء فاضحة وأخلاق سافلة؛ وسخرية من الحشمة والحجاب كيف تتعلم الفضيلة؟ وقس على هذه الأمور غيرها..

تذكروا أيها المعلمون والمعلمات أن التربية بالفعل أبلغ من التربية بالقول فلن ينتفع بكم إذا كان الفعل يخالف القول فاحرصوا على أن تكونوا قدوة فيما تأتونه وتذرونه فمثلاً لن ينفع تحذيركم من الكذب والخداع والغش والمراوغة إذا كنتم تقعون فيهم فلسان حالهم معكم يقول:

 يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ

                                    هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ

تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى

                                    كَيْمَا يَصِحُّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ

وَأَرَاكَ تُصْلِحُ بِالرَّشَادِ عُقُولَنَا

                                    أَبَداً وَأَنْتَ مِنَ الرَّشَادِ عَقِيمُ

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ

                                     عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا

                                     فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ

فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا تَقُولُ وَيُقْتَدَى

                                          بِالعِلْمِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ

 

وما اختلت موازين الأمة والأوطان، وفسد أبناؤها يا عباد الله إلا حينما ضاع الأبناء بين بعض الآباء المفرطين، الذين لا يعلمون عن حال أبنائهم شيئاً، ولا في أي مرحلة يدرسون، ولا مع من يذهبون ويصاحبون ويجالسون، ولا عن مستواهم التحصيلي في الدراسة، وبين البعض من المدرسين الذين خانوا الأمانة، وتهاونوا في الواجب، ولم يدركوا المسؤولية. وهذا الحكم ليس عاماً على الجميع، لا والله فإن من بين الآباء وصفوف المدرسين والمدرسات أتقياء أنقياء بررة، ومربين ومربيات أوفياء ومخلصين، وهم كثير بحمد الله تعالى في هذه البلاد وغيرها من البلدان، ولا نزكي على الله أحداً، وإن المنصف ليدرك دون شك جهد ذلك الجندي المجهـول- المعلم المخلص والمعلمة المخلصة- في تعليم الأجيال، وتربيتهم، وتقويم سلوكهم، وإن واجب الوطن نحوه: أن يشكر جهوده ويكرمه، ويؤدي إليه بعضاً من حقه، وأن يعرف له قدره واحترامه وفضله.

فيا مشاعل النور والرحمة: رسالة العلم والتعليم إئتساء واقتداء بأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان خير المعلمين وإمام المربيين والموجهين، قال عنه بعض أصحابه (فَبِأَبِي هو وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّماً قَبْلَهُ ولَا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيماً منه، فَوَاللَّهِ، ما كَهَرَنِي ولَا ضَرَبَنِي ولَا شَتَمَنِي).  وكان صلى الله عليه وسلم خير المعلمين، والمربين، حينما كان حليماً رحيماً رفيقاً رقيقاً، ييسر ولا يعسر، ويبشر ولا ينفر، كان خير المعلمين، حينما كان طليق الوجه، دائم البشر والسرور، قال عنه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (ما لقيت النبي صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي)

يا معشر المعلمين والمعلمات، والمربين والمربيات: انعقدت عليكم الآمال بعد الله ذي العزة والجلال، في هداية الأبناء والبنات من الانحراف والضلال، إلى الاستقامة والرشاد، في تعليم الجاهل وتربية السفيه، سيأتيكم أقوام وفئام، من الطلاب والطالبات، يأتيكم الجاهل بجهله، والسفيه بسفهه، فاصبروا رحمكم الله وصابرو، واغرسوا بأيديكم بذوراً قريباً يكون ثمارها، وقريباً يكون حصادها، اغرسوا بأيديكم العلوم النافعة، واغرسوا بأيديكم الأخلاق الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.

عباد الله: التعليم رسالة عظيمة تقلدها الأنبياء، وورثها العلماء، وقام بها الأخيار والصلحاء، فطوبى لمن عرف حقها، وأداها على الوجه المطلوب الذي يرضي الله جل جلاله.

يا معشر الآباء والأمهات: الله الله في حقوق المعلمين والمعلمات، وحقوق الأبناء والبنات، اغرسوا في قلوب أبنائكم وبناتكم، حب العلم والعلماء، وإجلال المعلمين والمعلمات، وتوقيرهم واحترامهم، طلباً لمرضاة الله سبحانه وتعالى، علموهم الأدب قبل أن يجلسوا في مجالس العلم والطلب.

هذه أم الإمام مالك بن أنس رحمة الله عليه وعليها، لما أراد أبنها أن يطلب العلم، ألبسته تلك المرأة الصالحة أحسن الثياب، ثم أدنته إليها، ومسحت على رأسه، وقالت: يا بنيّ: أذهب إلى مجالس ربيعة العالم، وأجلس في مجلسه، وخذ من أدبه ووقاره وحشمته، قبل أن تأخذ من علمه، علمته الأدب قبل أن يجلس في مجلس الدرس والطلب.

الأدب ثم الأدب يا عباد الله، قبل أن يجلس الطالب أو الطالبة في مجالس العلم والطلب، يتعلم للعلم الوقار، ويتعلم له الحشمة والقرار... وينطلق الأبناء والبنات، وقد غرس الآباء والأمهات في نفوسهم، المعاني السامية، معاني الإسلام الكريمة، التي تدعوهم إلى احترام الكبير، وتوقير كل من أمر الله له بالتوقير… يا معشر الآباء والأمهات: أعينوا الأبناء والبنات على التعلم والتعليم، على ما للعلم من مشاق ومتاعب ومصاعب.

هذه أم سفيان الثوري رحمة الله عليه وعليها، توفي أبوه وكان صغير السن حدثاً، فنشأ يتيماً لا أب له، ولكن الله رزقه أماً صالحة، كانت عوضاً له عن أبيه، أم وأي أم هذه الأم الصالحة، لما توفي زوجها تفكر سفيان رحمه الله في حاله، وحال إخوانه، وحال أمه، فأراد أن يطلب العيش والرزق، وينصرف عن طلب العلم، فقالت له تلك الأم الصالحة مقالة عظيمة مباركة قالت له: أي بني: اطلب العلم أكفك بمغزلي، فانطلقت الأم تغزل صوفها، وتكافح في حياتها، حتى أصبح سفيان علماً من أعلام المسلمين، إماماً من أئمة الشريعة والدين… وكل ذلك في ميزان حسنات هذه المرأة الصالحة، أعظم الله ثوابها عن المسلمين.

أبنائي وبناتي من الطلبة والطالبات: وصيتي أليكم بالجد والاجتهاد، ودفع الكسل، واحترام مدرسيكم ومدرساتكم، وتقديرهم وتوقيرهم وإجلالهم، لأنه لا يمكن أن يدخل إنسان إلى ساحة العلم إلا عن طريق المعلم، حيث لا علم إلا بمعلم، فاعرفوا لهم قدرهم وفضلهم، فإن احترام المعلم، يثمر الخشية والحياء والخوف والخجل، وأكرم بها من صفات حميدة، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تتعلمون منه) ويقول بعض السلف: ((لا ينالُ العلم ولا ينتفعُ به إلا بتعظيم العلم وأهله، وتعظيم المعلم وتوقيره) وتذكر أيها الطالب أنك موضع أمل أسرتك، وثروةٌ لوطنك، فكن عند حسن الظن بك، واجعل لنفسك أسمى الأهداف والغايات، فأنت تتعلم لترتقي، وتنفع أسرتك، وتبني وطنك، وتكون خير سند لقيادتك ودولتك، فأهدافك سامية، وهمتك عالية، والشاعر يقول: (على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ).

ودور الأسرة كبير في توفير الأجواء المناسبة لأبنائها، وإعانتهم على دروسهم وواجباتهم، وتزويدهم بدفعات الأمل ودفقات التفاؤل، ليشقوا طريقهم بجدارة، ويحققوا النجاح بامتياز، فيكونوا موضع فخر واعتزاز.

نسأل الله تعالى أن يوفق أبناءنا وبناتنا جميعاً لكل خير وسداد، وتوفيق، ونجاح. وأن يعلمهم ما ينفعهم وينفعهم بما علمهم إنه سميع الدعاء.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل طلب العلم من أجلّ الأعمال، وأعظم القربات، فقال تعالى: (يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِيْنَ آمَنُوْا مِنْكُمْ، وَالَّذِيْنَ اُوْتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰتٍ) ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيها الأخوة والأخوات في الله: بمناسبة العام الدراسي الجديد، فإننا نهنئ أبناءنا وبناتنا بعامهم الدراسي الجديد، سائلين المولى عز وجل أن يكون عام خير وبركة عليهم وعلى أساتذتهم ومعلميهم وعلى وطننا العزيز الغالي إنه سميع مجيب الدعاء.

أيها الأبناء من الطلبة والطالبات: وبهذه المناسبة فإنه يسعدني أن أقدم لكم بعض النّصائح، لعلّها تعينُكم على قضاءِ عامٍ دراسي جديد، مليءٍ بالتفوّق والإبداع والمحبّة..

ابدؤوا العام الدراسيّ الجديد بدايةً صحيحة؛ فمن كانت لديه عادة سلبيّة في الأعوام السابقة فليُقلع عنها، فبعض الطلاب والطالبات هداهم الله يتأخرون في الحضور إلى الدّرس، ولا يهتمّون بنظافة كتبهم ودفاترهم وملابسهم، ويعبثون في مرافق المدرسة فيشوّهون المقاعدَ وجدرانَ الفصل بالكتابة عليها، والبعض الآخر -هداهم الله- يتعالى على زملائه في الصف، ويثيرُ الفتنَ بينهم، فالطالب المجدّ والمنظم والخلوق يحبّه الله ورسوله ووالداه ومعلموه وزملاؤه وأهل الحيّ وجماعة المسجد، فأتمنى عليكم أن تكونوا من الطلاب المحبوبين.

تفاءلوا بالصّف الجديد، وبالمرحلة الجديدة التي انتقلتم إليها، وابذلوا قُصارى جهودكم لتكونوا من المتفوّقين الناجحين، وثقوا تماماً أنّ الله سوف يُعينكم..

حافظوا على أداء الصلوات فهي عمود الدين وأساسه، وقد حث الإسلام على المواظبة عليها، وأمر الله بالمحافظة عليها، وتوعد من يتكاسل في أدائها ويؤخرها عن وقتها.

عوّدوا أنفسكم النّومَ المبكّر والاستيقاظ المبكّر؛ لتكونَ أجسامكم مهّيأةً لتحمُّلِ اليوم الدراسي الذي يتطلّب الحيويّةَ والنشاط، وتكون أذهانكم مستعدّةً لتقبّل المعلومات الجديدة والمتنوّعة… واظبوا على حلّ الواجبات، وقراءة الدروس أولاً بأول ولا تؤجّلوا عمل اليوم إلى الغد، حتى لا تتراكمَ عليكم الدروس، وتكثُر عليكم الواجبات فذلك يؤدي إلى ضعف مراتبكم الدراسية.

لا تجرحوا شعورَ زملائكم بالتفاخرِ بحسن ألبستكم وقوة أجسامكم وجمال بيوتكم وسياراتكم، فقد يعاني أحدُ زملائكم نقصاً في النظر، أو في السّمع، ولربّما كان الثالث يتيماً، والرابع من أسرة فقيرة، والخامس يعاني مرضاً مُزمِناً، فعاملوا زملاءكم بلطف ورفق ومحبّة..

أيها الأخوة والأخوات في الله: ولا ننس بهذه المناسبة أن نتقدم بالشكر والتقدير لولاة أمورنا وقيادتنا الكريمة، على دعمها الكبير للعلم والتعليم والمعلم وطلبة العلم، واهتمامها بأبنائنا من الطلبة والطالبات، وحرصها على تعليمهم، التعليم المجاني، وتنفيذها لمشاريع التعليم التطويرية والتربوية المستمرة وتوجيهها لتحسين أداء المدارس والمعلم، وتوفير المدارس والمباني والإنشاءات والتجهيزات والمعلمين المؤهلين الأكفاء والتي تصبّ في خدمة الطلبة والطالبات باعتبارهم محور العملية التعليمية.

 والشكر موصول لوزارة التربية والتعليم ولوزيرها وللمسئولين القائمين على الوزارة، لتنفيذهم تطلعات ورؤى القيادة الحكيمة، وتوسعهم في إنشاء المدارس ومعاهد التدريب الفنية والمهنية، وتطويرهم للمناهج والمواد الأساسية، وحرصهم على الاستعانة بالكوادر الوطنية المؤهلة، بما يضمن ويسهم في تجويد المخرجات التعليمية وحفظ الهوية الدينية والوطنية لطلاب وطالبات وطننا العزيز... سدد الله الخطى وبارك في الجهود ووفق الجميع لما يحب ويرضى، وجزى الله الجميع خيراً...اللهم أقر عيوننا بصلاح أبنائنا وبناتنا وأهدهم إلى صراطك المستقيم، وجنبهم رفقاء السوء، وأحفظهم من شر الأشرار وكيد الفجار، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين، اللهم علمهم ما ينفعهم وانفعهم بما علمتهم وزدهم علماً يا رب العالمين. اللهم يسر لأبنائنا وبناتنا سبيل العلم النافع، اللهم زك به نفوسهم، وطهر به أخلاقهم، وارفع به في الدنيا والآخرة مقامهم ومجتمعهم وبلادهم. اللهم واجعلهم قرة عين لأهليهم ودينهم ومجتمعهم ووطنهم، وجميع أبناء وبنات المسلمين في سائر الأوطان...اللهم أغننا وزينا بالعلم، وأكرمنا بالتقوى، وجملنا بالعافية يا رب العالميناللهم أعز الإسلام وانصر والمسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم أحفظ بلادنا البحرين وبلاد الحرمين الشريفين واحفظ خليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.

اللهم كن لإخواننا المستضعفين المظلومين في كل مكان ناصراً ومؤيداً، اللهم أحفظ بيت المقدس وأهل فلسطين والمسجد الأقصى، وأحفظ أهله، والمصلين فيه واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.. اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبواب القبول والإجابة، اللهم تقبَّل طاعاتنا، ودعاءنا، وأصلح أعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتب علينا، واغفر لنا ولوالدينا ولموتانا وموتى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

    خطبة جامع الفاتح الإسلامي- عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين.